Remark Agency

هل سمعتَ من قبل.. عن فلسفةِ التقمُص العاطفي؟

” قد يُثيرَ العنوانُ في عقلك العديدَ من التخيلات
كأن تعتقدَ أن ممثلي المسارحِ والسينمات هم أكثرُ الناس معرفةً بتلك الفلسفة لأنها تُعتبر أساسَ عملِهم

قد تظن أن الأمرَ في حقيقته يقتصرُ على فئةٍ قليلةٍ من الناس، الحقيقةُ هي أننا جميعًا نقوم بممارسة التقمصِ لأسباب عِدّة وبدرجاتٍ متفاوتة و بشيءٍ من العفويّة!

وذلك لأن طبيعتنا البشريّة تدفعُنا إلى ممارسةِ العديد من التحولات بحجةِ ممارسةِ الحياة بأكثر من منظورٍ و قد يميل المبدعون إلى ممارسةِ مثل هذه التجربة كالكُتّاب و الفلاسفةِ و المفكرين و الأطفال..

غيرَ أن التقمصَ في حد ذاته يُعتبر من العلومِ الحقيقيةِ التي تحدَّث عنها أغلبُ الفلاسفةِ منذُ البدايةِ من عصرِ افلاطون ومن بعدِه ارسطو وإلى الآن وقد تاسسَ هذا العلمُ اعتمادًا على أن يرتديَّ أحدُهم مشاعرَ ودوافعَ ونوازعَ الآخر بالكاملِ كأن يعرفَ دواخلَهُ تمامًا و يتصرفَ طبقًا لتلك الحالة!

هل تخيلت الفكرة!

الأمرُ متطابقٌ تمامًا مع ما نفعله حينَ تقوم بتحويلِ علامتِكَ التِجَاريّة من مجرد فكرة بيع منتج ما إلى عقيدةٍ يعتنقها عملائك بل و ينتمون إليها كـ انتمائهم لأنديتهم الرياضية المُفضلة أو لباند مزيكا يشعرون بكونهم جزءً منه.

الجميع دون أي استثناءات يتمنى لو يرتبط به عملائها بهذه الطريقة الأكثر حميميّة متجاوزًا مبدأ المنفعةِ المتبادلة لذا إن الطريق الذي يجب عليك التوجه نحوه هو تلك الفلسفة الغامضة للكثيرين حيث يكمن التقمُص الحقيقيّ في تجهيز خطةٍ بدقةٍ و احترافيّة تستهدفُ اللاوعي و تعتمدُ في المقامِ الأول على دراسةٍ وتحليلٍ عميقيّن لسيكولوجيّة الفئة المستهدفة ثم تحويل كل المعلومات إلي محتوىً جذاب و مُحدد وشديد الخصوصية عن طريق لغةِ مناسبة و طرق عرض شديدة التميز تصل بها إلى نصبِ أهدافك .

لا أستطيعُ أن أصفَ لكم المتعةَ والسعادةَ التي نشعرُ بها أثناء القيام بتلك التجربة!

إن المسوّقين هم المحترفون بحق في ممارسةِ هذا النوع من العمل بطريقة أقرب إلي العرض المسرحي المُتقن و علي الرغم من أن التقمصَ كما أشرنا في البداية بكونه جزءً من طبيعتنا البشرية إلا أن الجميع لا يمكنهم احترافه

هل قمتَ بمشاهدة هذا الفيلم من قبل؟

في فيلم ” what women want ” الذي تم عرضه في 15 ديسمبر 200‪0علي الرغم من كونه كان يقدم الفكرة بشكل فانتازي إلا أنها تشبه كثيرًا ما يقوم به المحترفون في عالم التسويق على مدار الوقت
فقد تمكن بطل الفيلم عن طريق حادثةٍ استطاع على إثرها سماع افكار النساء لذا اصبح بطريقةٍ سهلة جدًا الشخص المُفضل لديهم

هذا تحديدا ما نسميه الدراسة العميقة الواعية لسيكولوجية العملاء بطريقة تُمكننا بشكل قطعيّ من قراءة أفكارهم وتقديم كل ما قد يحتاجون إليه بطريقةٍ منطقية و عاطفية معا!

إن التقمُصَ.. بهذه الدرجة من الدقة يمنحك تواجدًا حقيقيًّا ملموسًا وسط مجتمعاتٍ مختلفة تمامًا ولكن لن يلاحظ أحدٌ هذا الاختلاف لأن ذلك هو التحدي الحقيقيّ

لكن لن تتمكن من ممارسة هذا التقمص العاطفي و النفسي لعميلك مادمتَ لا تستطيع أن تتخلى عن حكمك المسبق على وجهة نظره و التعامل معها بشىيءٍ من التجمد

كيف يمكنك تطبيق التقمص بطريقة سليمة؟

بالطُرقِ التالية :

الممارسة هي أفضل تكتيك، اطلب من موظفيكَ أن يعيشوا تجربةَ العميل بأنفسهم

  بالملاحظة، اطلب من موظفيك أن ينزلوا الميدان و يراقبون ما يحدث، كثير من الشركات تجعل موظفي إدارتها يمضون بضعة أيام في الخطوط الأمامية مكان التفاعل مع العميل أو يستمعون ويتحدثون للعملاء في مركز خدمة العملاء قبل أن يباشروا مهامهم في الإدارة العامة .

  بمشاركة القصص، فأثر القصة على نفوس البشر أكبر بكثير من المواعظ النظرية والتقارير الإحصائية.

  بالتطوع، حثهم على الانخراط في برامج تطوعية مجتمعية

  تثقيفهم، عن أهمية هذه المهارة وأثرها على تكوين وجهات نظرهم و عملهم بالتبعية تلك هي الفلسفة التي يُعتقد أن رائدها كان “والت ديزني” والتي بدأها عام 1950، ومفادها باختصار: لا تجلس خلف مكتبتك وتتوقع التميز، عليك أن تخرج إلى الميدان أنت والموظفون يستشعرون المسؤولية التي على عاتقكم، وقد أصدر سياسة توجه الموظفين لتناول غدائه في مدينة ديزني ليحتكّوا مع العملاء و يلاحظون ما يجري بأعينهم ويسجلون ملاحظاتًا عما أعجبهم وما لم يعجبهم، عما يرون بأنه يعمل حسب ما هو متوقع وما لا يعمل بشكل مأمول

Sara Azab

Hello, My name is Sarah Azab, Remember this name well The soundest i deeply know about myself is that I cannot work without passion and deep consistency to deliver what i have in mine.